قالت د.أميمة كامل، مستشارة الرئيس لشئون المرأة، عن عملية ختان البنات إنها عملية تجميل وأنها ستنصح الرئيس مرسى بتأجيلها لما بعد البلوغ حتى تستطيع اتخاذ قرارها بنفسها لأنها عادة متأصلة!!

هذا الكلام كارثة؛ أولاً: لأنه صادر عن طبيبة، وثانياً: لأنه صادر عمن ستكون مسئولة عن ملف المرأة لمدة أربع سنوات عجاف على بنات حواء المصريات بإذن الله!

وقد تأكدت بنفسى من أنها قد أدلت بهذا الكلام ولم أقف كثيراً عند عبارة «غير المختنات ناقصات الإيمان»، وتأكدت أيضاً أنها لم تقلها فى حوار جريدة «التحرير»، ومن وجهة نظرى الشخصية أن الكارثة فى حديثها ليس الشق الدينى بل هو الشق الطبى الذى له دلالات صادمة، فمن الممكن أن تقول الدكتورة أميمة آراء دينية «ونعدّيها» ونمررها على سبيل الدعابة أو من باب أنها سيدة طيبة تتخيل أن الختان عفة، لكن الأستاذة دكتورة الصحة العامة التى تخصصت فى أهم التخصصات الطبية وأخطرها على مستقبل الشعوب لا نستطيع أن نسامحها فى معلومات طبية مغلوطة فهى تعرف جيداً أنه لا توجد كلمة اسمها «ختان بنات» فى أى مرجع طبى على ظهر الأرض وأن الاسم المتداول خارج المراجع والذى يصفون به هذا التصرف الهمجى من باب دراسة الحفريات الاجتماعية فى الشعوب المتخلفة هو «التشويه التناسلى للإناث»، ولذلك فإصرار الدكتورة المبجلة على إلقاء كل مراجع الطب فى سلة القمامة هو خيانة مهنة وخيانة قسم أقسمناه جميعاً احتراماً لجسد الإنسان وعدم المساس به إلا لضرورة طبية ولا يوجد شىء اسمه تجميل للبظر، والطب لا يعترف بشئ اسمه «عادة متأصلة» تشوه الإنسان لمجرد أنها منتشرة، ولتسمح لنا أستاذة الصحة العامة من منطلق العادات المتأصلة المتجذرة أن نعود للسباحة فى الترع لنلهو مع قواقع البلهارسيا والسركاريا لأنها عادة فلاحين متأصلة، ولنقُل «طظ» لكل مجهودات أساتذة الصحة العامة فى القضاء على البلهارسيا احتراماً وتعظيم سلام للعادة المتأصلة!

كيف لطبيبة امرأة مسئولة عن ملف المرأة أن تسمح بهذه الجزارة البشرية المهينة انطلاقاً من مفهوم الأنثى المتاع، الشىء الوعاء الجنسى، ماكينة الإنجاب؟ كيف لطبيبة أن تضحى بكل ما تعلمته من علم انصياعاً لأوامر جماعة أو تطبيقاً لمبدأ السمع والطاعة؟ وكيف بالله عليك ستقيسين العفة؟ هل ستخترعين لقياس البظر الأنثوى جهاز «البظروميتر» لحماية الفتاة من الأفكار «البظرميط» فإذا تعدت الفتاة مقياساً معيناً وتجاوزته فهى فتاة على حل شعرها وإذا كانت أقل فهى رابعة العدوية؟!!

يا دكتورة.. ألم تسألى نفسك لماذا تنفرد مصر والسودان بهذه العادة البربرية دوناً عن العالم الإسلامى كله؟ هل تعرض الفتاة بعد البلوغ لهذا البتر اللا إنسانى لن يترك بصمة أو جرحاً غائراً فى إنسانيتها وكرامتها أم أن هذه الأشياء لن تكون محل اهتمام فى ملفك الذى ستعرضينه على سيادة الرئيس؟

نصيحة مخلصة لأستاذة قصر العينى: لا تتناولى نصائح العزيزة أم أيمن فنصائحها بها سم قاتل!